انطلاقة نارية لموسم الفورمولا 1 لعام 2021 على وقع معركة تحبس الأنفاس بين هاميلتون وفيرستابين

استضافت حلبة الصخير في البحرين سباقاً نارياً مفعماً بالإثارة حتى لحظاته الأخيرة، وهو خبر رائع لعشّاق الفورمولا 1، فالمواسم الماضية لهذه البطولة افتقرت إلى الإثارة التي اعتادها الجمهور، فبعد أن سيطر فريق ريد بُل رايسنج على البطولة لأربعة مواسم متتالية، بزخ فجر الهايبرد وحمل معه سيطرة مطلقة لفريق مرسيدس خلال السنوات السبع الماضية، لكن يبدو أن رياح التغيير تحمل معه موسماً استثنائياً هذا العام.

قبل انطلاق الموسم، وصف لويس هاميلتون فريق ريد بُل رايسنج بأنهم وحش مختلف هذا العام، وهذا بالفعل ما شهدناه في البحرين، حيث ضمن ماكس فيرستابين مركز الانطلاق الأول، وتبارز مع هاميلتون حتى اللحظات الأخيرة، بل وخطف المركز الأول للحظات خلال اللفات الأخيرة للسباق.

نجح فيرستابين في السيطرة على مجريات السباق، لكن فريق مرسيدس أدخل سيارة هاميلتون إلى منطقة الكراجات باكراً لتغيير الإطارات، مما غيّر مجريات السباق ومنح مرسيدس الأفضلية، لكن فيرستابين ثابر وقلّص الفارق ونجح في تخطي هاميلتون لكنه اضطر لإعادة المركز لهاميلتون ليتجنّب الحصول على عقوبة إضافة 5 ثوانٍ.

لاحظ فريق ريد بُل رايسنج أن سائقي مرسيدس، هاميلتون وبوتاس، يكسران القوانين بالخروج عن حدود الحلبة بالإطارات الأربعة عند المنعطف الرابع، مما دفع مدير الفريق كريستيان هورنر للطلب من فيرستابين فعل الشيء نفسه، لكن المراقبين طلبوا من جميع السائقين الالتزام بعدم خروج الإطارات الأربعة عن حدود الحلبة، وفي خضم المنافسة بين فيرستابين وهاميلتون في اللفات الأخيرة، خرج فيرستابين عن حدود الحلبة عندما تجاوز هاميلتون، لكن المراقبين فرضوا على فيرستابين إعادة المركز لهاميلتون.

تألّق هاميلتون خلال معركته مع فيرستابين، ونجح في كبح جماح السائق الهولندي ليفوز بالسباق رقم 96 في مسيرته، وليضيف رقماً قياسياً جديداً لسجلّه، حيث نجح في تصدّر 5111 لفة حتى الآن، ليكسر الرقم القياسي لمايكل شوماخر.

اعترض فيرستابين على قرار إعادة المركز لهاميلتون، وقال أنه كان على الفريق تركه يقاتل حتى النهاية، لعلّه ينجح في توسيع الفارق بينه وبين هاميلتون ليصبح أكثر من 5 ثوانٍ، وبالتالي يفوز بالسباق، لكن إدارة الفريق أكدّت أن هذه أوامر لا يمكن تجنّبها.

أداء بوتاس لم يكن بالمستوى المطلوب، لكنه نجح في الحفاظ على المركز الثالث، وتمكّن من تحقيق نقطة إضافية عندما سجّل أسرع لفة في السباق، وهذا طبعاً كان بفضل التخطيط الاستثنائي لفريق مرسيدس، لكن الحق يقال، واجه بوتاس تأخيراً كبيراً عند تغيير الإطارات أفقده 7 ثوانٍ غالية، ولو لم يخسر هذه الثواني، لكانت لديه الفرصة في المنافسة مع فيرستابين وحماية زميله هاميلتون.

سيرجو بيرز أثبت جدارته خلال سباق البحرين، وهو السباق الأول لهذا السائق المكسيكي مع فريق ريد بُل رايسنج، حيث تعطلّت سيارته خلال لفة التحمية قبيل انطلاق السباق، مما تسبب بانطلاقته من المركز الأخير من منطقة الكراجات، لكنه نجح في إنهاء السباق في المركز الخامس، وهو أمر يؤكد على القدرات المتميّزة لهذا السائق.

كل هذا يعني شيئاً واحداً، وهو أننا سنشهد منافسة حامية هذا العام بين مرسيدس وريد بُل، لكن المنافسة لن تنحصر بين هذين الفريقين، فمن الملاحظ أن فريق فيراري قد حقق تحسناً ملموساً هذا العام، وهو أمر سيرفع من الإثارة في فرق الوسط، لكن مهمة الفريق الإيطالي لن تكون سهلة، خاصة مع الأداء المميز لفريق ماكلارين، حيث حصد لاندو نوريس المركز الرابع، فيما توسّط دانيل ريكاردو سائقي فيراري، تشارلز لوكلير وكارلوس ساينز، ليخطف المركز السابع.

لم ينجح سيباستيان فيتيل بتقديم أداء مقنع خلال السباق، ليحل في المركز 15، فيما حل زميلة في الفريق لانس سترول في المركز العاشر ليحصد أولى نقاطه لهذا الموسم. 4 سيارات لم تنجح في إكمال السباق، حيث فقد سائق فريق هاس الجديد نيكيتا مازبين السيطرة على سياراته مع بداية السباق وتكسّرت أحلامه على حائط الحلبة، فيما عانى فيرناندو ألونسو من عطل في المكابح الخلفية دفعه للخروج من السباق، كما لم يتمكّن كلٌ من بيبر غاسلي ونيكولاس لطيفي من إنهاء السباق لأسباب تقنية.

لكن الأمر الأبرز في سباق البحرين هو رؤية الدماء الجديدة التي يتم ضخّها في الفورمولا 1، حيث رحّبت البطولة بثلاثة سائقين جدد من بطولة الفورمولا 2، وهم يوكي تسوندا في فريق ألفا تاوري، والذي حقق المركز التاسع، وثنائي فريق هاس الجديد، ميك شوماخر الذي جاء في المركز 16، ونيكيتا مازبين الذي لم ينجح في إنهاء السباق.

You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>