ماكس فيرستابين يقلب الموازين خلال سباق إيمولا للفورمولا 1
احتضنت حلبة إيمولا في إيطاليا جائزة إميليا رومانيا الكبرى، ثاني جولات بطولة الفورمولا 1 لعام 2021، ولم تعجز هذه الحلبة عن إمتاع الجمهور بالكثير من الإثارة، وإن كان من وراء شاشات التلفزيون حول العالم.
الإثارة بدأت قبل السباق، وتحديداً في شبكة الانطلاق، حيث كان من الملاحظ الفرق البسيط في التوقيت بين أول ثماني سائقين، فهذا الفرق لم يتخطى نصف ثانية بين الأول هاميلتون والثامن بوتاس، نعم بوتاس انطلق ثامناً في سباق إيمولا خلف زميله هاميلتون، وثنائي ريد بُل بيريز وفيرستابين، ولوكليرك من فيراري، وغاسلي من ألفا تاوري، وثنائي مكلارين ريكاردو ونوريس، لكن هذه لم تكن خيبة الأول الوحيدة للسائق الفلندي بوتاس.
هذا الفارق البسيط يوضح حجم المنافسة الكبير بين السائقين والفِرق بشكل عام، ويمنح بارقة أمل بموسم ناري وهو بالفعل كذلك حتى الآن، ولتزداد الإثارة، هطلت الأمطار مع بداية السباق لتقلب موازين السباق رأساً على عقب.
تألّق فيرستابين طوال سباق على حلبة إيمولا، ونجح في اقتناص الصدارة بسرعة بعد معركة حاسمة مع هاميلتون، هذه المعركة تركت أثرها على سيارة هاميلتون وتسببت بضرر في الجانح الأمامي، وهذا أبطأ السيارة بمقدار 0.6 من الثانية في كل لفة، لكن مشاكل هاميلتون لم تنتهي عند هذا الحد.
تصدّر هاميلتون السباق بعد دخول فيرستابين لتبديل الإطارات في اللفة 27، لكنه خسر المركز في اللفة التالية بسبب التأخّر الذي عانى منه في حظائر الصيانة، ثم انزلقت سيارة هاملتون وخرجت عن مسار الحلبة وعاد هاميلتون إلى السباق في المركز الثامن.
حظ هاميلتون لم يكن سيئاً بالكامل، فبعد خروجه عن المسار حصل حادث اصطدام كبير بين جورج راسل من فريق ويليامز، وفالتري بوتاس من مرسيدس، لحسن الحظ لم يتضرر أحد بسبب الاصطدام لكن الأعلام الحمراء رفرفت وتوقّف السباق، وهذا كان بالطبع من حسن حظ هاميلتون، والذي ثابر بعد عودة السباق ونجح في الفوز بالمركز الثاني. فوز فيرستابين في إيمولا كان سيقود إلى تعادل في النقاط بينه وبين هاملتون في الترتيب العام، لكن هاملتون نحج في إحراز أسرع لفة في السباق وحافظ على تصدّره لبطولة العالم بشكل مؤقت، فنحن لا نعلم ماذا سيحمل السباق القادم في البرتغال لهذين السائقين.
حادث التصادم بين راسل وبوتاس كان خطأ راسل بلا شك، حيث كان هذا السائق الشاب يحاول تخطي بوتاس، لكن بوتاس حافظ على مركزه كما سيفعل أي سائق، راسل لم يتراجع، بل تابع المحاولة وخرجت إطارات سياراته عن الحلبة لتصبح على العشب، وهذا أفقد السيارة الثبات وحصل الاصطدام، لكن أسوأ ما في الحادث هو تصرف راسل، والذي سارع إلى بوتاس ليصرخ في وجهه ويلومه على الاصطدام، بل وضربه على خوذته، هذه ليست أخلاق رياضية، فبوتاس لم يخطأ، وحتى لو أخطأ، هذا لا يستوجب تصرّف راسل.
راسل بالطبع سائق موهوب، وهو من المرشحين بقوّة للانضمام إلى معسكر مرسيدس عاجلاً أم آجلاً، وهذا واضح من ردة فعل توتو وولف الباردة والمحايدة تجاه خطأ راسل، فهو مدير فريق مرسيدس وكان من الأولى له إظهار المزيد من الدعم لسائقه الذي لم يقترف أي خطأ فيما يتعلّق بالحادث.
أخفق فريق فيراري في انتزاع موقع على حلبة التتويج، وهو أمر محبط خاصةً أن السباق في عقر دارهم. في وسط الفوضى التي لفت السباق، وجد لكليرك نفسه في المركز الثاني خلف فيرستابين، لكنه لم ينجح في الصمود أمام لويس هاميلتون، والمتألّق لاندو نوريس، فأنهى السباق في المركز الرابع خلف هذين السائقين البريطانيين.
سباق ممتع وغني بالإثارة، وهذا ما نتمناه دوماً، على أمل أن نرى المزيد من الإثارة والمنافسة في البرتغال.